هناكَ مَنْ هو مُصابٌ بِداءِ الثَرْثَرة فلا يستَطيع أن يتوقَّف
أو حتى يأخُذ بعض الأنْفاس وبعض الأكسجين وبعض
الشهيق والزَّفير ثم يُعاوِد التَّغْريد .. ويا ليتَ الثرثرة تتَّسِم بالموضوعيّة
أو علّها تأتي بحلولٍللمشاكل الا جتماعيّةٍ في المَقام الأول .
ولعلَّ جُلَّ اهتمام عُشّاق الثرثرة هي التدخل في أمور لا تعنيهم
ويثرثرون في مشاغل الناس
.ويا ليت الوقت الذي يُضيعونهُ في تلك الثرثرة
يستغلُّونَه في عملٍ مفيدٍ يعود بالنَّفْعِ عليهِم وعلى اُسَرِهم وحتى على
مجتمعا تهم .
وتبقى الامور التي يثرثرون فيها من اختِصاص أصحابها كل له حياته الخاصة وله حرية
التَّحَكُّم والتصرف بأمورهم
فَلِمَ نَبِحُّ الحناجِر ونَهْدر الوقت في مجرَّد ثرثرة قد تَجُرُّ شيئاً
مِنَ الويلات على صاحِبِها وحتى دونَ أن يدري أو يعي ما يقول
أو ماذا قال أو ثَرثرَ به ؟
فيا ليت يتحكَّمُ المرء بلسانه , وإذا كان عندَهُ علمٌ نافِعٌ أو مَشورَةٌ نافِعَة
أو رأيٌ سَديد , فليقُلْه ويثشْهِرُه, لأن في هذا مَنْفَعَة له ولمجتمَعِه .
ويبقى الكلام فَنْ.. والإصغاء فَن .. وإدارة الحوارِ فَن ..
وكُل كلامٍ نافِعِ مُثْمِرٍ يَلْقى صَداهُ إذا قيلَ في وقتِهِ الصحيح ومكانِه
الصحيح . وإنَّ حُسْنَ الإصغاءِ يُساعِدُ على حُسْنِ الإدراكِ والفَهْمِ
وحُسْنِ التعبير .
فلنتعلَّم متى نتكلَّم ومتى نَصْمِت وبماذا نتكلَّم ولِمَن نُوجِّه الكلام حتى لا يَضيع
الكلامُ هباءً ويُدْرَج تحت قائمة الثرثرة لمجرد الثرثرة .