<p class="MsoNormal" dir="RTL" style="margin-right:36.0pt;text-align:
center" align="center">أيــن أبـي ؟
.....قالها الطفل الصغير وهو يبكي .....لم يكن يراء
أمامه إلا أم حانية ......ابتسمت في وجه ........ حتى لا يحمل همها .........وهي
تتجرع آلام وأحزان ..... تمزق أشجانها ...... وتجهل مصير أبنها الذي يفقد أباه
...... ظل يكبر في يديها......حتى يفاجئها يوما وهو يتساءل في حيرة ......أماه أين
أبي ؟ .......إني لا أراه يسكن معنا؟1 .....أخلقت من غير أب ......مالي أرى
أصدقائي يعانقون أباهم ...... ويخرجون معهم ......أجيبي يا أمي ؟! ......حينها
صعدت أنفاس أمه الحزينة.....وتأملت صفحات وجه .....وقالت إليه : أباك يا ولدي لم
يكن في دنيا الموت حتى ينسى ..... ولم يكن في سفر بعيد حتى ننتظر رجوعه
؟.....ولكنه ذاك الأب المهزول..... الذي ترك الأيادي القاسية تقرر مصيره .....
وكأنه تجاهل أن له أبن سوف يسأل عنه يوما ما ؟......... وصرخت في وجه ماذا تريد
بأبيك ....... ألا يكفيك يا ولدي ؟ ....ضيعت عمري
وأحلامي حتى أزول عنك هذا الخاطر ....وأمسح دمع الحزن من عينيك .....وأرسم
الأمل في شفتيك .....بتلك الابتسامة التي أرسلها أليك ......فقال الولد لأمه
:.....إني ما أردت أن أعيش في هذا الوجود وأنا أفقد أحد أجنحتي ......التي سأحلق
بها بعيدا في سماء الدنيا ......فسمع الولد صوت من بعيد يناديه....... ولدي يا
فلذة كبدي ها أنا قد عدت إليك .....سمعت صوتك يرن في أذني ...... تعالى يا ولدي يا
نبع حناني......... لنطوى صفحة الأحزان ......ويعيش ولدي بين أحضاني......