شاب متعفف
كان شابا متدينا يتسم بالطهر والعفاف أكرمه الله بحفظ القرآن وهو في ريعان الطفولة أردت حكمة الله أن يلتحق بالخدمة الوطنية في الجزائر العاصمة حمل على عاتقه خدمة وطنه بكل أخلاص وتحمل في ذلك معانات الخدمة العسكرية بكل ما تحمل من شقاء وتعب كان يأمل أن يكمل سنواته ويرجع إلى أهله فرحا مسرورا .
وكان مشهودا له بالصلاح في أوساط رفاقه وأصحابه , ولكن سنة الله في خلقه بأن يبتليهم ليعلم صدق نيتهم عند ه وليعرف قيمة نعم الله عليه .
كانت هناك امرأة تعمل في الإدارة تلفت أنظار الشباب بمفاتنها , فقادها شيطانها اللعين إلى ذلك الشاب الوسيم رغم أنه ذو بشرة سوداء , عندما دخل عليها ذات مرة ليحمل أغراض ما . فعندما التمست فيه براءة خلقها الله في نفسه فما كان يعرف مخالطة النساء والتحدث معهن , فدغدغت في نفسه شعور الإعجاب به وعبرت بكل سذاجة على إعجابها الزائف به لحاجة في قلبها , وقف ذالك الشاب محتارا صامتا لا يجد ما يقول غير الاستعاذة في قلبه من هذا الشيطان المارد وأنصرف هاربا مستحييا منها . وهكذا أصبحت تغتنم فرص وجوده لتتغزل به وتبدي مفاتنها اللعينة لشابا متعففا حتى تفتنه في دينه , كررت هذه المحاولات مرات ومرات حتى حركت في نفسه الانجذاب إليها دون أن يعلم ذلك البريء أنها امرأة متزوجة تتاجر بعرضها للرجال دون حياء وخجل . في ذلك الوقت كان تنبيها من الله أن ضيع ذلك الشاب أوراقه الخاصة به فجهد نفسه في البحث عنها إلى أن عرف أن هذا الأمر هو تنبيه من الله ليعلم ما يختلج في صدره اتجاه تلك المرأة , فستغفر الله وعندما علم أنها متزوجة أزداد كراهية لها وتجاهل أمرها وتركها لبارئيها ليتوب عليها أو يعذبها عذابا أليما .
هكذا مرت الأيام والسنوات وبقي ذلك الشاب في طهره ونقائه إلى رزقه الله بزوجة صالحة تحبه حبا لا يصفه مقال , وفي لحظة وبينما زوجته تتأمل في وجه الوضاء الذي يشع نورا من أثر الصلاح والطهر وتنظر إلى عينيه التي تحمل نظراته البريئة فأبدت أعجابا فائقا بزوجها وتغزلت فيه كما تتغزل العاهرة بعشيقها في الحرام , وفي تلك اللحظة رجعت ذكرياته إلى الوراء فبتسم وفي قلبه حيرة ثم قال كلمة تكتب بماء الورد ( أنت تثابين وهي تأثم ) فتعجبت الزوجة وسألته من هي التي تأثم ؟ فقص عليه القصة التي حدثت له في أيام الخدمة الوطنية وحينها أدركت زوجته أن على الزوجة أن تبدي إعجابها بزوجها وتتغزل فيه بكل معاني الحب حتى لا يكون فريسة للغواني يقلن له من الكلمات أعذبها ومن الغزل أفتنه فيقع منكبا على رأسه في حجرهن لتكون نهايته المشئومة عند خالقه وعباده , وأول من دفعه إلى ذلك حياء في غير محله من زوجة حلال له وكل كلمة ترفع ميزان حسناتها وتحصن زوجها من الوقوع في الفاحشة .