الفتاة البريئة
رأيتها تمشي وشرارة الغضب في عينيها وهي ترتجف خوفا من الفضيحة ولسانها يتلعثم بآهات الألم حاولت أن أصغي إليها فوجدتها تقول : مالي أرى هؤلاء البشر كالوحوش تصطاد الفرائس وتلتهم كل مافيها وكأني أراهم كالأسد الذي ترى أنيابه بارزة وأنت تضن أنه يبتسم في وجهك ولكنه يكمن ذلك الحقد الذي يترصد الفرصة حتى يضع أنيابه في أحشائك ألم يدرك ذلك الأسد أن ورائه صياد يأخذ البندقية ويبحث عنه في غابة الوحوش ولعله يترك صغاره خلفه فينقض عليهم الصياد وهو لا يعلم وواخذت تكرر السؤال تلو الآخر أين حارس هاته الغابة ؟ لماذ يترك الوحوش تلتهم نفوس بريئة ؟ لم ترتكب ذنب غير انها كانت تمشي بعيدة عن تلك الغابة الموحشة التي كانت تخافها ولكن سهام الغدر ألتقطتها من بعيد وكأنهم لم يجدو غيرها حينها أقتربت منها وأخذت بيديها وهمست في أذنيها قائلة لها : تأملي هاته الغابة لو ألقيت فيها عود من الثقاب لشاهدت نيرانها تلتهب وأصوات منها تتصاعد ولعلها تتطلب النجدة وتلك الوحوش التي كانت بالأمس القريب تصاد الفرائس البريئة هاهي الآن تتمزق من تلك النيران المتصاعدة تذكري هذا الموقف حينما تلتقي الوحوش بفرائسها وتقتص منها كما يقتص القاتل بمن قتله فنظرت أليا وقالت : لم أعد أخاف هؤلاء الوحوش لأن ورائها يوم موعود