لماذا شجع العرب الجزائر.....؟
بقلم /محمد حسن العمري
كاتب اردني
الكثير من العرب اليوم سمعوا بمباراة مصر والجزائر بعد تصعيدها اعلاميا
قبل مباراة الاياب في مصر فقط ، وهو ما لم يحدث مطلقا مع مباراة الذهاب
التي كانت قبل ذلك في ملعب البليدة بالجزائر ومرت بسلام قبل ان يدخل
الجزائريون مصر مرة اخرى بغير سلام وغير آمنين من القاهرة الى استاد
القاهرة..!
تابعت تقريبا كل مباريات المجموعات الافريقية التي وصلت اخرها الجزائر
لكاس العالم بعد ان وصلت نيجيريا والكاميرون ووكوت ديفوار وغانا ، ولم تكن
ثمة اي تداعيات اعلامية الا بعد فوز الجزائر المستحق على مصر ، والحقيقة
التي شاهدت ارهاصاتها اعلاميا فان التصعيد الاعلامي قد بدأ مصريا قبل ان
يصل مثيله للجزائر التي ايقظت روح الفتنة فيها فردت على الفور..!
***
اعتقد بما لا يدع مجال للشك ان العرب قاطبة كانت تقف وراء المنتخب المصري
الذي شارك في بطولة القارات قبل اربعة شهور فقط وقدم فيه المنتخب المصري
صورة مشرفة وخصوصا في مباراته مع ايطاليا التي خلدها محمد حمص بهدف رائع
لم يكن اقل شأنا من هدفي زيدان قبله ولا هدف شوقي..!
لكن الذي شاهدته بعد ذلك وخصوصا من المتابعين الرياضيين و ردود الافعال
المثبته على المواقع فان الحالة الاعلامية العربية غير المصرية كانت تنحاز
اكثر للجزائر ، الذي بدأ غير مكترث سياسيا اول الامر في المباراة اصلا قبل
ان يضطر ثالوث الحكم العائلي المصري مبارك وجمال وعلاء الى اقحام الاعلام
المصري مجبرا كطرف في ( المحنة!) القومية التي صارت ، وهو ما يعتقده اكثر
العرب اليوم ، وانها وسيلة سياسة اقحمها النظام الجمهوري ( المتورث!) في
محاولة لدغدغة عواطف الشعب المصري الذي لا اعتقد انه انزلق في لعبة الكبار
على نحو مؤلم..!
****
تمتلك الجزائر نظاما سياسيا فريدا يختلف عن بقية الانظمة العربية الحاكمة
في المغرب العربي ، فرغم اختلافات الرؤى للزعماء الجزائرين فان موقفهم
دائما منحازا للقضايا العربية ، وهو ما اعرفه عن الشعب الجزائري نفسه ،
فموقف الجزائر المتحفظ بشدة في استخدام القوة ضد العراق بعد احتلال الكويت
، ورغم انها لم تدخل يومها في قائمة المعسكرات العربية كان نابعا من شعور
قومي لا ينطبق على اي مصالح خاصة اتخذت على اساسها الدول العربية قراراتها
، كما حدث مثلا مع الرئيس السوري يومئذٍ او الدول التي ايدت او الدول التي
عارضت ، وهو نفس الشيئ الذي جعل الرئيس الجزائري الحالي يشارك في قمتين
متناقضتين للعرب بعد احداث غزة الاخيرة ، وللجزائر وثورته الخالدة في
الوجدان العربي قيمة كبيرة لا تقل عن قيمة الشقيقة الكبرى مصر التي رائ
اعلامها الموجه انه يجب على العرب ان يشجعوا مصر رغم ( انوفهم!) وهو ما
حاول ان يوجهه معلق النايل سات الذي ظل يهاجم المتخب الجزائري ( وعصبيته)
وعنفه طوال المبارة رغم ان كلا الفريقين حصل على عدد متقارب من الانذارات
، ورغم ما حاوله المعلق ان يطعن في التحكيم الدولي معتقدا -رغم خبرته- ان
تحكيم كاس العالم كتحكيم الرياضة العربية التي تجعل من غداء في فندق فاخر
لحكم ما ان يبيع تاريخه ، كمهزلة الدورة الرياضة العربية التي عقدت في
التسعينات في سوريا واصرت الدولة المضيفة على ابتلاع كل الميداليات باي
شكل ، فصارت صورة عن التخلف والتشرذم العربي الرسمي، وهو ما اعتقده معلق
النايل سات في مباراة لكاس العالم تخضع لقوانين واحترام ليس بالمستوى
العربي ..!