1.الصبر:إن الصبر هو درع السكينة، ومن خلال السكينة يبلغ الفرد فضائل الشجاعة والعفة والحلم والزهد وغير ذلك، وصبرنا معّرض للأختبار.(ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين*الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وأنا اليه راجعون) (البقرة/155-156).
2.الشجاعة:إن هذا المفهوم، بحد ذاته، تعريف للتصميم والثبات (أي الصبر)، فبفضل القوى العقلية والاخلاقية والتصميم يستطيع المرء أن يتحمل الخوف والمخاطر الصعاب، وبوجود قوة العقل والارادة يتمكن من مجابهة الصعاب والشدائد بسهولة. وفي ساحة الوغى يصمد المسلم في أداء واجبه المقدس في الدفاع عن الاسلام: (فهزموهم بإذن الله وقتل داود جالوت) ( البقرة/251). فقد وهب الله النبي داود (ع) الشجاعة ليجابه العملاق جالوت والانتصار عليه ليثبت أن الشجاعة أقوى من الخوف وأنها قادرة على تجاوز العقبات الصغيرة منها والكبيرة. (ولما برزوا لجالوت وجنوده قالوا ربنا أفرغ علينا صبراً وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين) (البقرة/250).
وتذكرنا الآية التالية بتجربة النبي موسى(ع) وأخيه هارون (ع): (ولقد مننا على موسى وهارون*ونجيناهما وقومهما من الكرب العظيم* ونصرناهم فكانوا هم الغالبين) (الصافات/114-116). لقد وقفا هما وأتباعهما، وبفضل الصبر والشجاعة، في وجه الاستعباد وقواه في مصر، ولم يكن الكرب العظيم يقتصر على الاستعباد أيضاً ولكنه اشتمل على انتهاك حرمات عوائلهم وقتل أولادهم الذكور من قبل جنود فرعون، ونجد صورة أخرى لتلك الشجاعة في مجابهة تهديدات فرعون في الآية الكريمة التالية
لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلافٍ ثم لأصلبنكم أجمعين* قالوا إنّا الى ربنا منقلبون* وما تنقم منا إلا أن آمنا بآيات ربنا لما جاءتنا ربنا أفرغ علينا صبراً وتوفنا مسلمين) (الاعراف/124-126).
3.العفة:وهذه هي صفة النقاء والطهر، وهي تتطلب مثلاً أن يمتنع المرء عن أنواع محرمة من الاتصال الجنسي والسلوك السيء والشهوات الدنيئة، ولنستعرض معاً بعض الامثلة التاريخية على العفة كما وردت في القرآن الكريم: (والتي أحصنت فرجها فيها من روحنا وجعلناها وابنها آية للعالمين) (الانبياء/91). وقد كانت مريم مثال العفة، وكانت عفتها والولادة الاعجازية لأبنها النبي عيسى (ع) آيتين للعالمين، ليدركوا بأن الله قادر على كل شيء، ولقد صبرت مريم وبقيت طاهرة بتولاً طوال حياتها. والعفة مهمة للرجال كما هي مهمة للنساء كما تدل على ذلك قصة النبي يوسف (ع): (ولقد همّت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين) (يوسف /24). ولقد كان يوسف (ع) طاهراً عفيفاً لكن التي أرادت إغواءه لم تكن كذلك، ولم يكتف النبي يوسف (ع) بالحفاظ على عفته بل أحترم أيضاً واجبه نحو زوجها العزيز الذي عامله بكرم وشهامة. إن الغواية موجودة حولنا، وعلينا أن نحترس منها بوضع ثقتنا في الله كما فعل يوسف (ع).
4.الرقة:تتطلب الرقة أن يكون شعورنا رقيقاً وحانياً، فإذا تحققت السيطرة الذاتية على الغضب من خلال الصبر يكون المزاج أو الشعور لطيفاً: (فبما رحمةٍ من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لأنفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الامر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين) (آل عمران/159).
ومن المتفق عليه بأن هذه الآيات نزلت في النبي محمد (ص) الذي كان معروفاً بإخلاقه العظيمة التي حببته الى الجميع، ولم تتغير طباع النبي الرقيقة حتى في أوقات العسر والشدة عندما هزم المسلمون في أحد مثلاً، والتي كانت تذكرة للمسلمين بالنتائج السيئة لعدم صبر بعضهم الذين تركوا مواقعهم خلافاً للأوامر، وعرضوا مؤخرة الجيش الاسلامي للهجوم، ونتعلم من هذا الدرس بأن علينا أن نصبر ونكون رقيقين حتى نتجاوز بعزيمتنا وصبرنا العاصفة. وتشمل الرقة كل جوانب الحياة، ففي معاملة الوالدين علينا أن نخفض جناح الذل والتواضع لهما، وأن نبدي الرقة في التعامل معهما ...لهما، وأن نبدي الرقة في التعامل معهما الى أقصى درجةٍ. (وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين إحساناً إما يبلغن عندك الكبر أحدهما او كلاهما فلا تقل لهما أفٍ ولا تنهرهما وقل لهما قو
لاً كريماً* وأخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً) (الاسراء/23-24).