اما بعد
يشعر الجزائريون المتابعون
للتصفيات الأفريقية المؤهلة لنهائيات كأس العالم القادمة، أنهم قريبون
جداً هذه المرة من تحقيق حلم العودة للمونديال بعد غياب امتد 24 عاماً
وتحديداً منذ آخر ظهور للمنتخب الجزائري في مونديال 1986 الذي استضافته
المكسيك وتوّج بلقبه المنتخب الأرجنتيني بقيادة أسطورة كرة القدم دييغو
مارادونا.
فالمنتخب الجزائري الذي لم
يكتفي فقط بالغياب عن نهائيات كأس العالم في خمس بطولات متتالية، بل ابتعد
أيضاً عن المشاركة في كأس الأمم الأفريقية في آخر دورتين، ظهر بمستوى أكثر
من رائع في التصفيات الأفريقية المؤهلة لنهائيات كأس الأمم الأفريقية التي
ستستضيفها أنغولا مطلع العام القادم ونهائيات كأس العالم التي ستقام منتصف
العام المقبل في جنوب أفريقيا.
وحتى الآن فإن مسيرة المنتخب
الجزائري رائعة في التصفيات، فعلى الرغم من البداية متوسطة المستوى له
بالتعادل السلبي خارج ملعبه مع المنتخب الرواندي، فإن الجزائريين انتفضوا
بشدة عندما استضافوا المنتخب المصري على ملعبهم "مصطفي تشاكر" في مدينة
البليدة في السابع من حزيران / يونيو الماضي، في مواجهة تاريخية انتهت
لصالح المنتخب الجزائري بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد.
ورغم أن بداية المنتخب
الجزائري في هذه المباراة كانت مهتزة بعض الشئ، حيث بدا المنتخب المصري
أكثر تماسكاً في الشوط الأول، إلا أن نجوم "الخضر" وهو لقب منتخب الجزائر
انتفضوا في الشوط الثاني وسجلوا ثلاثة أهداف خاطفة افتتحها كريم مطمور في
الدقيقة 60 من تسديدة بعيدة المدى وعبد القادر غزال في الدقيقة 64 من ضربة
رأس ورفيق جبور في الدقيقة 77 من انفراد تام بحارس مرمى المنتخب المصري
وأحد أفضل حراس أفريقيا عصام الحضري.
وكان لهذا الفوز مفعول السحر
على نفوس لاعبي المنتخب الجزائري، حيث تمكنوا بعد ذلك من تحقيق نتيجة
تعتبر هي الأفضل في تاريخ مباريات الجزائر خارج ملعبها في السنوات الأخيرة
بالفوز على المنتخب الزامبي في عقر داره بهدفين دون رد، جاءا عن طريق
ماجيد بوغره مدافع رينجرز الاسكتلندي ورفيق صيفي لاعب لوريان الفرنسي
السابق والخور القطري الحالي.
ولاشك أن الفوز على زامبيا
تحديداً جعل المنتخب الجزائري على أرض الواقع هو الأقرب لحجز بطاقة التأهل
عن المجموعة الثالثة وجعلت كل الترشيحات تصب في مصلحته حالياً، فهو يتصدر
المجموعة برصيد سبع نقاط بفارق ثلاث نقاط كاملة عن منتخبي مصر وزامبيا،
إضافة إلى ذلك فقد سجل لاعبو الجزائر خمس أهداف ودخل مرماهم هدف واحد، كما
أن المنتخب الجزائري يمتلك أفضلية هامة جداً وهو أنه سيستضيف كل من زامبيا
ورواندا على أرضه ووسط جمهوره، وهو ما يعني أنه من الممكن أن يصل للنقطة
13 قبل أن يواجه المنتخب المصري في ختام التصفيات في القاهرة يوم 14 تشرين
ثاني / نوفمبر القادم، وبما أن المنتخب المصري فقد خلال مسيرته في
التصفيات خمس نقاط كاملة حتى الآن فإن أقصى عدد من النقاط من الممكن أن
يصل له قبل مواجهة الجزائر هو عشر نقاط، وبالتالي فإن الجزائر ستكون وقتها
هي الأقرب وبشدة للتأهل للمونديال شريطة تحقيق الفوز على زامبيا ورواندا.
وأبسط ما يمكن قوله على
المنتخب الجزائري حالياً أنه فريق قوي ومتكامل بفضل كتيبة اللاعبين
المحترفين الموجودة داخل صفوفه، ويكفي أن نعلم أن المدرب رابح سعدان
استدعى لصفوف الخضر 14 لاعباً محترفاً استعداداً لمواجهة زامبيا الهامة
القادمة، لندرك حجم وقوة المنتخب الجزائري حالياً.
واللافت في تشكيلة المنتخب
الجزائري أنها تضم حالياً عدداً كبيراً من المحترفين المتألقين في الفترة
الأخيرة مع أنديتهم الأوروبية، مثل مجيد بوغرة مدافع رينجرز الاسكتلندي
وعنتر يحيى مدافع بوخوم الألماني، وكريم مطمور لاعب وسط بروسيا
مونشينغلادباخ الألماني والذي قاد فريقه للفوز على هيرتا برلين بتسجيله
الهدف الثاني لفريقه في الدقيقة 53 من زمن اللقاء الذي جرى بين الفريقين
ضمن المرحلة الثانية من الدوري الألماني لكرة القدم، إضافة إلى نجم
المنتخب كريم زياني لاعب وسط فولفسبورغ الألماني، وياسين بزاز لاعب وسط
ستراسبورغ الفرنسي، وعبد القادر غزال مهاجم سيينا الإيطالي.
تاريخ مشرف
وعلى الرغم من أن المنتخب
الجزائري مثل القارة الأفريقية مرتين فقط في نهائيات كأس العالم الأولى
سنة 1982 في إسبانيا وكان يقود المنتخب الجزائري وقتها المدرب الوطني رشيد
مخلوفي، وحققت الجزائر في هذه البطولة نتيجة تاريخية بفوزها على منتخب
ألمانيا الغربية بهدفين مقابل هدف واحد قبل أن تتعثر أمام المنتخب
النمساوي وتُهزم (0-2)، ثم اختتم الجزائريون عروضهم القوية بالفوز على
منتخب تشيلي بثلاثة أهداف مقابل هدفين، وبرغم أن الجزائريين جمعوا أربع
نقاط في الدوري الأول وهو ما يوازي ست نقاط حالياً فقط فإنهم ودعوا
البطولة من دورها الأول بعد المؤامرة الشهيرة التي تمت بين ألمانيا
والنمسا والتي بموجبها فاز المنتخب الألماني على جاره النمساوي (1-0) وهي
النتيجة الوحيدة التي كانت تؤهل المنتخبين معاً إلى الدور الثاني.
أما في الظهور العالمي الثاني
للمنتخب الجزائري فكان في مونديال المكسيك عام 1986، والمثير أن رابح
سعدان المدرب الحالي للفريق هو الذي كان يقود الجزائر في هذا المونديال.
وافتتح الجزائريون مبارياتهم
في الدور الأول من البطولة بالتعادل مع أيرلندا الشمالية (1-1)، الخسارة
من البرازيل (0-1)، قبل أن يسقطوا أمام إسبانيا (0-3).
والملاحظ
في نتائج المنتخب الجزائري منذ المباراة الأولى له في المرحلة الثانية من
التصفيات وحتى مباراة زامبيا الأخيرة، هو التصاعد الكبير على صعيدي
المستوى الفني والنتائج، فقد افتتح الجزائريون مبارياتهم بالخسارة خرج
ملعبهم أمام السنغال بهدف دون رد، ثم حققوا الفوز على ليبريا في الجزائري
(3-0)، قبل أن يعودوا ويخسروا بهدف دون رد من غامبيا في غامبيا وهي
النتيجة الأسوأ للجزائريين في التصفيات حتى الآن.
وعاد المنتخب الجزائري وحقق
فوزاً هاما على نظيره السنغال بثلاثة أهداف مقابل هدفين قبل أن يتعادل
خارج ملعبه مع نظيره الليبيري، وفي التصفيات النهائية تعادلت الجزائر خارج
ملعبها مع رواندا ثم فازت على مصر في البليدة بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد
قبل أن تحقق أبرز وأفضل نتائجها في السنوات الأخيرة بالفوز على زامبيا في
لومومباشي بهدفين دون رد، واللافت أن المنتخب الجزائري حقق الفوز في كل
المباريات التي أقيمت على ملعبه منذ بداية التصفيات وهو ما يجعل الشعب
الجزائري متفائل بشدة بتحقيق الفوز على زامبيا ثم رواندا في اللقاءين
القادمين.
إحصاءات هامة
• خاض المنتخب الجزائري تسع مباريات في التصفيات فاز في خمس مباريات وتعادل مباراتين وخسر مباراتين.
• سجل المنتخب الجزائري خلال مبارياته 12 هدف ودخل مرماه خمسة أهداف.
• متوسط تسجيل المنتخب الجزائري في مباريات التصفيات 1.33.
• حصل لاعبو المنتخب الجزائري على 24 بطاقة صفراء ولم تخرج البطاقة الحمراء لأي لاعب جزائري حتى الآن.
• هدافو المنتخب الجزائري في التصفيات هم رفيق صيفي، ورفيق جبور، وكريم زياني وعنتر يحيى وكل منهم سجل هدفين.
• أكثر لاعب جزائري شارك في
التصفيات هو حارس المرمى لوناس جواوي والذي يلعب ضمن فريق أولمبي الشلف،
وشارك في 810 دقيقة (تسع مباريات).