هو : ألا تلاحظين يا سيدتي أن الكون ذكراً ؟
هي : بلى .. ولاحظت أيضا أن الكينونة أنثى !
هو : ألم تدركي بأن النور ذكرا ً ؟
هي : بل أدركت أن الشمس أنثى !
هو : أو ليس الكرم ذكرا ً ؟
هي : نعم ولكن الكرامة أنثى !
هو : ألا يعجبك أن الشِعر ذكراً ؟
هي : وأعجبني أكثر أن المشاعر أنثى!
هو : وهل تعلمين أن العلم ذكرا ؟
هي : إنني أعرف أن المعرفة أنثى!
أشعل سيجارة .. وأخذ نفساً عميقا ًوهو مغمض عينيه .. ونفث الدخان ثم عاد ونظر إليها للحظات .. وهو مبتسم ابتسامته الصفراء .. وبدأ جولة أخرى من الحوار
هو : سمعت أحدهم يقول أن الخيانة أنثى !!
هي : ورأيت أحدهم يكتب أن الغدر ذكرا !!
هو : ولكنهم يقولون أن الخديعة أنثى !!
هي : بل هن يقلن أن الكذب ذكرا ً !!
هو : هناك من أكّد لي أن الحماقة أنثى !!
هي : وهناك من أثبت لي أن الغباء ذكرا !!
هو : أنا أظن أن الجريمة أنثى !!
هي : وأنا أجزم أن الإثم ذكراً !!
هو : أنا تعلمت أن البشاعة أنثى !!
هي : وأنا أدركت أن القبح ذكراً !!
تنحنح قليلاً .. يحاول أن يخفي ذلك الإحراج الذي ارتسم في صوته .. أما هي فكانت هادئة .. واثقة من نفسها .. الأمر الذي جعله يخفف من حدة الحوار ..
هو : يبدو أنك محقة فالطبيعة أنثى !!
هي : وأنت قد أصبت فالجمال ذكراً !!
هو : األا تتفقين معي بأن السعادة أنثى ؟؟
هي : ربما .. ولكني أؤمن أن الحب ذكرا !!
هو : دعيني أعترف لك بأن التضحية أنثى !!
هي : وأنا أقر بأن الصفح ذكرا !!
هو : ولكنني على ثقة بأن الدنيا أنثى !!
هي : وأنا على يقين بأن القلب ذكرا !!
ولا زال الجدل قائماً .. وسيبقى الحوار مستمرا ً طالما أن السؤال ذكراً .. والإجابة أنثى .