رجل يتاجر بزوجته ؟!
عندما تنقلب النوايا الحسنة إلى أفكار خسيسة وتنقلب الحياة إلى لعبة بين يدي الرجال يعبث
بمقدساتها ويدوس كرامتها حتى تصبح الأشياء النفيسة لا تعني شيء عند أصحاب النفوس الخبيثة , وتصبح الزوجة سلعة رخيصة يستهان بكرامتها ؟
هكذا هي القصص التي نسمعها ونكاد لا نصدق بها وتنتبنا الحيرة والدهشة وتجدنا نتساءل أي زمن هذا الذي نعيشه ؟ كل شيء فيه أصبح مباح والذي لا يصدق هاته الوقائع فنكاد نقول له أنه يعيش في عالم المثاليات التي أصبحت بعيدة كل البعد عن واقعنا المعاش ؟!
رجل يتزوج ليحمي نفسه من الوقوع في الزنا ويحصنها من الفواحش ورجل آخر يتزوج ليكون الزنا هو مصدر رزقه ومنتهى خبثه وشروره ؟!
هكذا هي الحكاية لبطل هاته القصة الواقعية وأن كنا نعترض على هاته البطولة الزائفة تزوج هذا الرجل من فتاة صغيرة كانت الأحلام الوردية تأخذها بعيدا عن سماء الدنيا حتى تكاد تتصور فارس أحلامها كالملاك الذي سيحضنها بجناحيه ويحلق معها في الفضاء الواسع ولكن ؟ أن لهاته الأحلام أن تتحقق وهي تتزوج برجل لا يكاد السؤال عنه بالأهمية بمكان فتزوجت منه وما هي إلى أيام حتى تسجن تلك الفتاة في سجن بيتها ويغلق عليها الأبواب فلا تخرج ولا يدخل لها إلى من يسمح له زوجها , ويذهب هو ليعرض سلعته للبيع وأي سلعة يا ترى ؟! أنها عرض زوجته وكرامتها كان يعقد الصفقة تلو الأخرى ويأخذ من أشباه الرجال الدراهم المعدودة ويحدد لهم اليوم الذي يلتقي فيه بزوجته ويأخذ منه مفتاح داره حتى يقتحم باب زوجته وينال من عرضها ما يشتهي بل يأمره أن يقضي ليلته معها بينما هو يبحث عن نفوس خبيثة يبايعها كريمة داره . والأشد غرابة من ذلك أن هاته المرأة المسكينة عندما ترفض أحد الرجال الذين يبعثهم زوجها لها يلحقها الضرب والشتم ويدعي هذا الخبيث أن هذا العمل هو الذي يكسب به قوت يومه ؟!
هكذا كانت صفوف الرجال تتوافد على بابه في ساعات متأخرة من الليل حتى تروى ظمأ الذين يبحثون عن التلذذ بالحرام ولعلهم لهم من الزوجات ما يغنيهم عن كل هذا ولكنها القذارة عندما تلوح لأصاحبها فلا يكاد يصدها أحد لأنه تشبعت بالخبائث والدناسة فلا تجد له ضمير يؤنبه ولا ناصح يبعده .
فأي صنف هذا من الرجال وهل يحق أصلا أن نطلق عليه صفة الرجولة ,بل الحيوانات أعزكم الله أشد غيرة منه ولكننا في زمن الغرائب نسأل الله العفو والعافية , في زمن أصبح فيه المهم أن تتزوج الفتاة دون أن تختار الزوج الصالح الذي يخاف الله ليحصنها ويحميها وتعيش معه في أمن وسلام ومدام السؤال عن الرجل الذي يتقدم للفتاة لم يعد بالأمر الضروري عند الكثير من الناس فلا عجب أن نسمع كل هذه الغرائب بل نلوم أنفسنا لأننا نحن من ساهم في صنعها في بعض الأحيان .