سر العيون
ما كنت أعرف أن في تلك العيون حكاية ..... رغم أن كنت ألتمس فيها الحزن والبراءة ........... حاولت أن أغوص في أعماقها لأكتشف ما سر تلك النظرات الحزينة .... أخذتني الحيرة والقلق .... سألتها بكل صراحة أن أرى في عيونك سر دفين وحزن يملئ قلبك ..... ابتسمت ابتسامة عريضة لعلها .... تريد أن تغطي ذلك الحزن .....وسألتني وهي تضحك كيف تعرفين ذلك ....لا يوجد شيء أخفيه ... أنا ما أرى ذاك الحزن الذي تقولين عنه .... ورأت أن الفرصة لا تسمح أن تفضح هذا السر .... حاولت أن تقنعني بأن هناك أمنية تأمل أن تحققها في حياتها .... وهي الوحيدة التي تقلقها .... وربما هو الشيء الذي عرفته من عينيها .... كانت تقول هذه الحكاية لكن القناعة لم تكن تملأ عقلي .... حتى أقتنع بما تقوله .... رغم أن حاولت أن أتظاهر لها بالاقتناع ....حتى لا أحرجها ..... ظلت تتقرب مني ... حتى أصبحت تحس بالراحة والطمأنينة ..... رغم أن سرها لم يكن بالشيء الذي يتخيل للجميع .... وإنما هي حالة تعيشها ... وشاء القدر أن يكون ما كان .....هي الآن تقول بملي فيها لم أجد من يفهم ما في عيني ويحس بذاك الحزن غيرك أنت ..... أخذت تقص الحكاية من البداية .... إلى آخر يوم .... ما سر ذاك الحزن الذي يغمر عينها ..... كيف تقاوم هذه الأحزان التي حرمتها أن تحلم بما تحلم به كل فتاة في عز شبابها .... حرمها القدر من أغلى شيء في حياتها ...من نبع الحنان ... ورمز الأمان .... تفقد أمها .... وبعد سنة أخرى تفقد أباها ....أخذت الأحزان تنسيها طعم الحياة ...حتى أصبحت لا تنتظر من الدنيا أن تمنحها .... سعادة أخرى .... تعيش بين صبح تذهب فيه للعمل وليل تنام وفي داخلها تلك الأحزان المؤلمة .... لم تكن تفكر بأمل يأخذها بعيدا وينسيها هذه الآلام لأنها قدر من الله ....فقلت لها إذا كان أبواك قد توفيا وأدخلا في قلبك هذه الأحزان ... لكن كم سيفرحان عندما يجداك تعيشين بسعادة .... لتدخل في قلوبهما الفرح ولو كانوا في القبر .... فاجعلي سعادتك في الدنيا هي خير هدية تهديها لأبويك .... واجعلي في ظل هاته الأحزان أمل تعيشين به يحمل السعادة ... ولو كانت الأحزان أخذت من عمرك الكثير ...ولكن تذكري أن بعد العسر يسر.... وأن الدنيا ما كانت تحمل الحزن فقط ولكنها .... تحمل كذلك الأفراح والأمل بغداَ أفضل .